بينما كنت اتجول فى احدى المولات اذا بى ارى سيده تميل الى القصر ذات شعر اسود ناعم وغزير وبشره سمراء صافيه لها ملامحِِ دقيقه تشبه صديقه لى عندما كنت فى ابتدائى كان اسمها سهير ولقيت شلال من الذكريات تتداعى الى رأسى دون قصد
كانت سهير طيبه وهادئه وتميل للحزن وفى مره بعد انتهاء الحصه اخذت تبكى بحرقه دون سبب واضح
سهير مالك فى حاجه ابدا اصل بابا ضرب ماما امبارح طيب بتعيطى ليه ده كان امبارح
مش عارفه اصل ماما بتصعب عليا كنت اطيب خاطرها حتى تهدأ ثم يصيبنى حزن وتتوالى نوبات البكاء من حين لحين بأسباب لاتستطيع تفسيرهاكانت بتأثر فيا اوى وكان نفسى اخليها تقلع عن هذا البكاء وطبعا فشلت
فى احدى المرات قالت لى ماحدش بيحبنى اقولها انا بحبك تقوللى لأ مش بتحبينى نفضل على كده هى تسألينى وأنا اؤكد حبى لها ولا تتركنى حتى ازهق واقولها ماشى مش بحبك فترد شفتى مش قلت لك ماحدش بيحبنى وتعيد البكاءكانت حاله سهير بتؤثر فيا اوى وكنت نفسى اشوف ابوها وأصرخ فيه ارحم سهير وامها!!!او استعطفه
وافتكرت امال التى كانت بجوارى فى نفس التخته اللى بنقول عليها دسك دلوقتى كانت بشوشه دائمه الأبتسام شديده لأناقه والنظافه شعرها ناعم مقصوص قصير وتضع توكه بيضاء وكانت لها ضحكه ذات رنه طفوليه جميله
تذكرت ليلى ذات الشعر الكستنائى المضفر وشنطتها التى تفوح منها رائحه الصابون والشامبو حتى انى شعرت انى اشم هذه الرائحه
كانت فى هذه الفتره الصابون اللوكس تباع وبداخلها صور لنجمات السنيما العالميه بالمايوه كدعايه ان هذه الأجسام الناعمه الجميله تستحم بهذا الصابون كانت ليلى تحتفظ بهذه الصور وكأنها ورق كوتشينه داخل حقيبتها مع مرآه ومشط وزجاجه برفان صغيره اسمها سلمى كانت ليلى مشروع انثى صغيره بمعنى الكلمه من دلال وليونه فى الكلام ممكن تنسى كتاب القرأه لكن الصور والبرفان مش ممكن
تذكرت عندما كنا نغنى سويا ذهب الليل وطلع الفجر والعصفور صوصو ونلعب السيجا وافتحى ياورده اقفلى ياورده
تذكرت ابله عزيزه كانت سيده كبيره فى السن تربط شعرها بايشارب نايلون خفيف تربطه من الخلف وتضع على وجهها كميه كبيره من الأصباغ لكى تبدو اصغر سنا فتبدو عجوزه متصابيه وبين الحين والحين يأتى الأستاذ احمد وهو ايضا كبير فى السن يتكأ على عصا تساعده على المشى واول ما يجى تقول لينا ليل يعنى نضع رؤسنا على التخته ونغمض عينا
كان يغازلها وكنا نحاول ان نرفع رأسنا ونتابعهم بخباثه الأطفال كانت تهز رأسها يمينا وشمالا فى كسوف الصبايا وتقوله بعد الحصه حا اشوفك بصوت منخفض ولكن كنا نسمعه او نرهف اذاننا لنسمعه ونتبادل النظرات دون تعليق
كان هذا الموقف يصبينى با الضيق لأن الأستاذ احمد كان متزوج وكنت ارى ان ده خيانه فاتضايق من ابله عزيزه ومنه رغم حبى لهما
كل هده الصور واكثر تداعيت الى ذهنى مدعمه بالروائح والألوان وحتى اللوحات التى كنا نزين بها الفصل وورق الكوريشه المعلق على الحائط بألوانه الزاهيه
قد كده لدينا ذاكره تحتمل ذكريات لم اكن اتخيل انى اقدر استدعيها بهذه القوه من الألوان والروائح وكأنى بشوف فيلم قديم بطريقه فلاش باك حقيقى قديم لكنه ممتع وعدت اردد فى نفسى سبحان الله القدير لقد عشت فى الحاضر وانا ارى صورتى وزميلاتى كأنها واقع او مر من دقائق رغم مرور سنوات وسنوات طويله على هذا الزمن الجميل