فلسفه السفاله

للأستاذ رجاء النقاش مقاله رائعه تحت عنوان فلسفه السفاله كتبها فى 9 يونيو 1997
اختارت بعد فقراتها وأن كانت كلها رائعه يقول
من الغريب حقا أن يكون للأشرار فلسفه يبررون بها تصرفاتهم ويدافعون عنها بل انهم يصلون الى درجه من الصفاقه والبجاحه فيرون ان تصرفاتهم هى الصواب القائم على فهم صحيح للحياه وهذا هو الموقف الذى يقول عنه القرآن الكريم ان اصحابه تأخذهم " العزه بالأثم "

ومأكثر الذين يدافعون عن سفالتهم ويجعلون منها فلسفه فى الحياه والسفاله فى حد ذاتها امر كريه ومرفوض ولكن فلسفه السفاله هى من الأمور التى التى تسبب الحيره والدهشه

وقدم الأستاذ رجاء بعض النماذج ومنها نابليون حيث قال نابليون لعدد من المحيطين به " كنت الاحظ ان الشرفاء لا يصلحون لشى" وعباره نابليون هى مفتاح مهم لفهم كل المجتمعات المضطربه ففى هذه المجتمعات يفشل الشرفاء .. وذلك لأنهم فى المجتمعات المضطربه يصلون دائما الى طريق مسدود فهم يعتمدون على الأخلاص والأستقامه فى اوضاع لا ينفع فيها الا المكر والدهاء واللف والدوران وبناء العلاقات التى تتيح الفرص الواسعه للنجاح والتقدم

وأشار الأستاذ رجاء فى هذه المقاله الرائعه بكتاب نماذج بشريه للناقد الجليل الدكتور محمد مندور تقول احدى شخصيات روايه الأب جوريو فى التحريض على البرود وأخفاء المشاعر والأراء وقتل اى تعاطف مع الآخرين

كلما ازدادت برودا فى تقديراتك للناس والأشياء أزدادت نجاحا وتقدما للأمام اضرب بغير شفقه يشعر الناس بالخوف والخشيه منك انظر الى الرجال والنساء كما تنظر الى الخيل اللتى نتركها تموت أو نقتلها بأيدينا بعد نهايه الشوط وبذلك تصل الى اسمى ماترتفع اليه رغباتك

وفى نفس روايه الأب جوريو لبلزاك نقرأ على لسان سافل آخر كيف يشق الناس سبيلهم فى هذه الدنيا لكى يكون لهم مركز كبير.. انهم يشقونه بأحد امرين بريق العبقريه او المهاره والخسه والخسه مثل العبقريه ..قوه وهذه الخسه هى سلاح الضعفاء الذين يملأون الأرض .. يجب ان تلوث يديك اذا اردت أن تكون من الأثرياء ولكن يجب ان تعرف كيف تغسلها . وهذه هى خلاصه الأخلاق فى عصرنا