ناس محترمه

ناس محترمه

كنت راكبه تاكسى من يومين وكان الجو شديد الحراره وكنا فى عز الظهروقف التاكسى مده طويله فى الاشاره بتاعت سيدى جابر
كان الجو خانق والكل بيصب منه العرق وبدأ صوت الكلاكسات يعلا مما زاد من الشعور بالضيق

اناكنت بقول يارب الاشاره تفتح حاسه ان الهواء سخن ومش قادره اتنفس
فى الوقت ده كان فيه شاب عمره حوالى 18 سنه يرتدى كاب على راسه
وملابسه بسيطه ولكن نظيفه وعلى وجهه ابتسامه رغم الجو الخانق

وكان رايح جاى بنشاط فى وسط العربيات معاه مناديل

كلينكس وكيس كبير مليان اكسسوارات للعربيات زى الفرش اللى بيتحط على تابلوه العربيه

وفوط صفراء وحاجات من النوع ده ورايح جاى بنشاط صعب عليا اوى

فى شباب فى سنه فى فى المصايف وشكله طالب وبيحاول يكسب بعرق جبينه

بمجرد ما قرب امام الشبك بتاعى طلعت 10 جنيه قاللى عايزه ايه قلت دى علشانك

البسمه راحت من على وشه وقاللى انا بشتغل

وفص ملح وداب

انا قصدى اساعده بس على ما يبدو انى جرحته لم اتمالك دموعى وطلبت من السواق

ان يشترى منه وانا اللى حادفع السواق قاللى وانا كمان حاشترى

بس للأسف الاشاره فتحت

السواق قاللى هو بيشتغل مش بيشحت قلت عارفه واللهى انا قلت

زى ابنى واساعده وانفجرت فى البكاءلانى بدل مااساعده

سببت له الم . السواق كان ابن حلال لما حس قد ايه انا قهرانه

قاللى واللهى لو كلنا حانحس ببعض الامور حاتتحسن وقاللى كلام جميل خفف عنى

بس انا كنت زعلانه جدا وقعدت احمد ربنا بقه انا قعده فى تاكسى مش ببذل مجهود وحرانه

ومتضايقه وهذا الشاب الجميل فى عز الحر شايل وعمال يلف

كل اللى اقدرت اعمله ان دعيت له من قلبى ان ربنا يوسع فى رزقه ويبارك فيه

واعجبت به وبحبه لكرامته وبشاشته مع ان الوجوم والغضب كان منتشر حتى اللى قاعدين فى عربيات مكيفه مش مستحملين الاشاره

بينما هو بيتصبب عرق وشايل وعلى رجليه وبيبتسم

احيانا فى ناس بتاخد الموضوع كتسول لكن فى ناس عايزه

مورد رزق وعدم وجود فرص بديله بيضطرها تعمل كده

موقف تانى مشابه وبعد الأول بحوالى 10 ايام

كنت فى سموحه وكان فى عربه فاكهه عليها كريز قلت اشترى

وكان فى اتنين عساكر مرور الظاهر بيسلموا ورديه المهم لقيت

واحد منهم بيقول للفكهانى ادينى بنص جنيه رد الفاكهانى مافيش حاجه بنص جنيه

رد العسكرى ليه هو العنب ده بكم كان فيه زبونه واقفه قالت للفكهانى اوزن له نص كيلو وانا اللى حادفع

العسكرى حلف ميت يمين انه بيحسبه عنب وشكرها ولسه حايمشى

الست قالت له والنبى ما تكسفنى اعتبرنى امك وحياه امك لا انت واخده

الفكهانى اتكسف والعسكرى كان محرج والست تحلف الفكهانى والنبى اديله احسن حاجه

العسكرى مشى والست جرت وراه واللهى ده اللى حصل

حسيت ان الدنيا لسه بخير وفى ناس على قد حالها بس عندها كرامه وعزه نفس

مشيت وانا بدعى للعسكرى وللست وزعلانه على الوضع بتاع الناس

وسعيده ان فى ناس بتحس بشقا وتعب الناس الغلابه

بس حزنى على الناس الشقيانه كان اكتر

ياريت كل اللى ربنا مقدره على مساعده الناس يساعدها من غير ما يجرحها وربنا يرحمنا جميعا يارب